أخبارنا

نعم؛ هذه فرصتنا! | رمزي حكيم

اذا كانت المهمة الآن هي محاصرة الاحزاب الصهيونية داخل مجتمعنا واشاعة حالة من الضغط الشعبي تحظر الانضمام اليها او التصويت لها، وهي مسألة سياسية واخلاقية تتجاوز انتخابات الكنيست، فان المهمة الأكبر رفع نسبة التصويت بين العرب والتصويت للقائمة المشتركة في مسعى يجاهر باننا – نعم! – نريد ان نكون قوة ثالثة، قوة مؤثرة لصالح قضايانا القومية والمدنية الجماعية، قوة "تُخَربط" قواعد "اللعبة" البرلمانية والسياسية على مستوى البلاد، وتأتي بالجديد والمفاجىء وبما لم يكن تتوقعه المؤسسة الاسرائيلية في أسوأ احلامها.

 

الانتخابات سياسية بامتياز. وهذه المرة بالذات هي فرصة العرب وفرصة القوى التقدمية والديمقراطية اليهودية لان يشكلوا "قوة ثالثة" تطرح البديل السياسي والاخلاقي لسياسة الحرب والعدوان والاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري. وعندما نقول "قوة ثالثة" نقصد ما نقول؛ هنا لا يمكن التهميش. وهنا لا يمكن التجاهل. وهنا الصوت قوة!

 

 في هذه المعادلة ليس للاحزاب الصهيونية، بيمينها ووسطها  ومن يقف على يسار الوسط منها، ما تطرحه من بديل، يربط بين الاحتلال والتعليم، بين الاستيطان وميزانيات الرفاه، بين العسكرة  والفقر، بين الاعتراف بالنكبة والحقوق القومية الجماعية لفلسطينيي الداخل، بين المواطنة والمساواة القومية والمدنية لاصحاب البلاد، بين الديمقراطية الحقيقية (وليس الفتات) وبين تفشي العنصرية.

 

في القضايا المفصلية، السياسية والامنية، مثل العدوان على لبنان، العدوان على غزة، تقسيم القدس، الانسحاب من الكتل الاستيطانية، حق العودة، قانون القومية، قانون لم الشمل، القرى المهجرة والحقوق القومية الجماعية للفلسطينيين في الداخل، سياسة التهويد في الجليل والمثلث والنقب، مخطط برافر والاقتلاع (وغيرها من السياسات والقوانين والممارسات العنصرية)، تقف جميع الاحزاب الصهيونية، دون استثناء، على مسافة واحدة من "ماراثون" دعم وتأييد سياسة المؤسسة الرسمية،  وان اختلفت اللهجة واللغة.

 

ذاكرة العربي في الداخل ليست مشوشة. والعربي في الداخل لن يقبل بـ "هياكل عظمية" تظهر الى العلن، وقت الانتخابات، في محاولة لشرعنة الاختراق وتلميع الاحزاب الصهيونية. فينا ما يكفينا من قوة يجب ان نستفيد منها في هذه الانتخابات، او كما قلت في معالجات سابقة (ولا بأس من التكرار هنا في محاولة للتوكيد): علينا ان لا نخطىء في التقدير؛ ان نكون في رئاسة لجان برلمانية وان نؤثر، هذه حالة جديدة. وان نكون في عضوية اغلب اللجان البرلمانية، وبأكثر من عضو، هذه حالة جديدة. وان نكون كتلة كبيرة في الكنيست وان نؤثر، هذه حالة جديدة. وان نكون، في وضعية معينة، قوة ثالثة، هذه حالة جديدة. وان نتولى، في ظرف معين، رئاسة المعارضة في البلاد، هذه حالة جديدة غير مسبوقة تربك المؤسسة الاسرائيلية وتضعها في "خانة اليك"!

 

 هذه فرصة العرب والى جانبهم القوى اليهودية التقدمية والديمقراطية. وهذا ممكن في هذه الانتخابات. من هنا اختلف مع الدعوة الى مقاطعة الانتخابات. ومع ذلك احترم موقف المقاطعين، وان اختلفت. كذلك اختلف مع محاولات التشكيك بالقائمة المشتركة، وهي محاولات تدخل في باب الترف الكلامي الذي يقصد المراهنة على امكانية التعبئة لعدم التصويت لها من خلال ضرب صورتها أمام الجمهور العام.

 

كلام التشكيك هو كلام زائد، لا نملك، لا نحن ولا غيرنا، ترف الوقوع في فخّه. واذا كانت "القوة الثالثة" تبني وتؤسس لحالة جديدة، فان الصحيح أيضًا، ان القائمة المشتركة، بما حقق الاعلان عنها من تجاوز لراهنية لحظة الفوضى، تشكّل حالة أولية تفصح عن مرحلة جديدة، تفاهمات الانتخابات فيها تؤسس لتفاهمات مستقبلية بين الاحزاب.

 

بهذا المعنى، وللمرة الثانية والثالثة والرابعة، نقول: المشتركة لم تُعلن لتكون فقط لغرض الانتخابات، ثم، من بعدها، تعود الاحزاب الى حالة القطيعة والتراشق. هذا كلام يتناقض مع منطق الحدث، ويصطدم مع ما يكمن فيه من تداعيات وتطورات ستفرض ذاتها مستقبلاً، فرضًا، على الجميع ودون استثناء.

 

القائمة المشتركة هي نفسها حالة جديدة (وليس فقط ما تنتجه)، على مستوى العلاقة بين الخرائط الحزبية والسياسية والاجتماعية – حالة جديدة للعمل المشترك الجامع، مع الحفاظ على خصوصية كل حزب. حالة جديدة تؤكد ان ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا. حالة جديدة تدفع، بالضرورة، الى الامام، ومن الصعب العودة فيها الى الوراء، إن لم يكن من المستحيل. حالة جديدة يجب منحها كامل الفرصة.

 

هذا موقفي من القائمة المشتركة. كتبت ما يقترب من بعضه في معالجات سابقة. وما زلت عنده!

 

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

انتفاضة الجامعات الأمريكية نصرةً لغزة...

2024/04/23 09:44

اغتيال "قيادي عسكري" في حزب الله ردًا على...

2024/04/23 09:21

الاستقالات تتدحرج: قائد منطقة المركز بعد...

2024/04/22 17:21

مقتل ضابط متأثرًا بإصابته في الهجوم على...

2024/04/21 19:07

تركيا تعتقل 36 شخصا للاشتباه في ارتباطهم...

2024/04/21 16:04