حلم العودة ، بمفتاح بيت السلالة القديم ، إلى وطن لك خصّه الله بك ، احنله قطاع طرق وميليشيات ارهابية ومهاجرون طارئون . 

حلم أن ترمي صرة اللجوء عن ظهرك ، بعد أن حملتها لتدرء آلام درب الرحيل الطويل عن جدتك التي كسرت الغربة ظهرها ، وانحنت عليه . 

حلم الخروج من المعتقلات الصديقة أو الشقيقة لتؤنس روح أحد من والديك أو كليهما في جنازتيهما أو قبريهما ، وقد رحلا وهما يطلان على درب حلم عودتك إليهما ، أو لتقول لابنتك : أحبك يا ابنتي ، اعذريني أن صورتك التي رسمت على جدران السجن لم تكبر مثلك ، ولم تكن جميلة بما يليق بك ، أو لتقول لزوجك : سامحيني لأني تأخرت عن موعد العشاء ليلتها منذ أكثر من عشر سنين أو عشرين ، لا أذكر . 

أن تكون فلسطينياً ، 
فهذا يعني أنك محكوم بالحلم : 
حلم أن يسمحوا لأمك هذا الأسبوع بزيارتك في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد ما يقرب من ربع قرن أو يزيد ، لتقول لها أن تبلغ زوجك وابنك الذي تصاوب في مواجهة مع الجنود المدججين بالحقد المقدس والأسلحة الحديثة العمياء ، أن يعيدا بناء البيت ، بيت السلالة ، الذي هدمته جرافات المحتل ، فقد يتأخر حلم عودتك إليهم قليلاً . 

حلم أن تشهر جواز سفرك الفلسطيني في المطارات الكبيرة بدل الوثيقة التي تحكم عليك بالتوقيف أوالطرد من رحمة العواصم والمدن الشقيقة والصديقة وما بينهما . 

أن تكون فلسطينياً ، 
فهذا يعني أنك محكوم بالحلم : 
حلم أن تستيقظ صباحاً دون أن تفقد أخداً من ذويك أو آلك أو صحبك ، أو شيئاً مما خصه الله بك ، ولك ، من أعضائك أو أشيائك .. 
وحلم أن تبتسم لحلم عودتك دون أن يسدد قناص ماهر ٌالموتَ إلى غدك الدي يمضي إلى حلم عودته ، بمفتاح بيت السلالة القديم ، إلى وطن - أقرب بقعة في الأرض إلى السماء . 

أن تكون فلسطينياً ، 
فهذا يعني أنك محكوم بالحلم : 
حلم أن تظل تزور عدوك / قاتلك في الحلم وتفسد نومه