يمكن أن نرى في هذا المثل واقعَنا البشري، فهو مزيج من الخير والشر، من القمح والزؤان. الأصل هو الخير.
الإنسان خلقه الله على صورته قادرًا على عمل الخير. قادرًا على الفكر وعلى المحبة مثل الله.
ولكنَّ الإنسان أضاف إلى نفسه قدرة أخرى هي الإساءة إلى نفسه وإلى أخيه، ومن أساء إلى أخيه أساء إلى نفسه.
لأنه ليس مصنوعًا للإساءة، بل للصلاح. فالمسيء، والمعتدي، مدمِّر لنفسه ولإنسانيته ولصلاحه الأصلي أولا، ثم هو مسيء إلى غيره.
نتأمَّل في أنفسنا، ونطبِّق المثل أولا على أنفسنا. نتأمَّل في مَن نحن، في ما وهبنا الله من قدرة على عمل الخير، وفي ما نصنع كل يوم بهذه القدرة: نصنع خيرًا، نعم.
ولكنّنا نسمح للشر بأن يداخل حياتنا في بعض أوجهها.
فينا شر به نسيء إلى أنفسنا، فننسى الله خالقَنا، ونبتعد عنه، فنبتعد عن قدرتنا على الصلاح، واعين أو غير واعين.
وفينا شر به نسيء إلى غيرنا، بمختلف الطرق، بعضه ظاهر وصارخ، وبعضه خفيّ ولكنه أثيم، وبعضه إهمال فلا نرى حاجة أخينا أو لا نرحمه.
هذا الشر فينا يجب أن نقاومه في كل لحظة.
نصبر على أنفسنا، بمعنى أننا نعرف ما بنا، وأننا لن نتحرر منه إلا مع الوقت. ولكن نسعى دائما للتحرر من الشر الذي فينا.
2021/06/14 09:33
2021/06/04 07:56
2021/04/02 11:04
2021/03/21 20:43
2021/03/05 12:59
