كنت أول من كتب بان من حق "التجمع" الشعور بالغبن والظلم من قرار لجنة الوفاق. واعتقد ان القرار لم يكن منصفًا بحق "التجمع". وكنت أول من كتب بان "التجمع" شريكًا أساسيًا وفعالاً في المشهد السياسي والحزبي، ويجب ان ببقى كذلك، ومن الخطأ توجيه ضربة له. من هذا المنطلق، وعلى هذه الخلفية، اسمح لنفسي بكتابة هذا الكلام - العَتَب. الى جانب ذلك فان أي نقاش، في هذا الباب، لا يجوز ان يكون مع الجبهة والحزب الشيوعي، انما مع لجنة الوفاق، وبطبيعة الحال بدون تجريح او إساءات، بهدف اقناعها بتعديل قرارها، اذا كانت هناك امكانية لذلك.

قد أفهم "فشة خلق" بنت لحظتها في "ساعة غضب" (قد أفهمها ولا اتفهمها ولا ابررها)، لكن لا أفهم "كامبين" موجّه ومكثف، يملأ شبكات التواصل الاجتماعي من قبل "كوادر" و"نشطاء" في التجمع، كتابة وهجومًا، تجريحًا وتشويهًا، وهو الذي يسيء، أوّل ما يسيء، الى التجمع نفسه، وقد يُبعد عنه كل من يتفهم موقفه ويتضامن معه، من خارجه، وينفره منه، ناهيك عن ان اي "تقريع كلامي" لن يقود إلاّ الى زيادة الشرخ الحاصل بين جمهور المصوتين وكل الاحزاب على خلفية "طوشة الكلام"، وهو جمهور يرى الصورة العامة ولا يدقق في التفاصيل - من بدأ ومن بادر، من كتب ومن رد. في النهاية الكل سيخسر اذا استمر هذا الحال، مع العلم ان الضرر قد وقع وقد حصل، وبات من الصعب ترميم صورة القائمة المشتركة، بكل مركباتها، حتى لو تم تجاوز الخلافات والاتفاق، بعد حين، على تشكيلة ترضي الجميع. فلماذا هذه المساهمة الذاتية في زيادة "الطين بلّة" على مشهد لم يعد يحتمل أي مغامرة كلامية؟ ولصالح من هذه المقامرة؟ ولماذا هذا الهدف الذاتي في هذا الوقت بالذات؟! || رمزي حكيم