على بعد اسابيع من الانتخابات الاسرائيلية يجهد نتنياهو وكعادته لتدمير ما تبقى من سبل تبدو كفيلة بالابقاء على بصيص أمل من شأنه ان يُعيد الاعتبار لمقولة السلام من خلال سياساته الهادفة اصلاً جعلَ السلام من فعل الماضي وغير ممكن التَحقُّق.
نتنياهو المسكون بفكرة نفيِّنا الى خارج حدود الجغرافيا والسياسة والتاريخ يتأهب لخوض انتخابات الكنيست القادمة وقد أجهَزَ على عملية السلام ونفى امكانية حل الدولتين وها هو يُكمل تهويد القدس وقد سبق وثبَّتَ عشرات القوانين العنصرية بحق شعبنا وخاصة اهلنا في الداخل والتي اقرَّتها الكنيست بشكل نهائي مثل قانون القومية والنكبة وسحب المواطنة والرقابة على تمويل منظمات المجتمع المدني الى جانب عشرات القوانين الاخرى التي تجاوزت مضامينها حدود العنصرية وامتهان الكرامة الانسانية التي كرَّمها الله وكفلتها شرائع السماء حتى قوانين الغاب هي الاخرى لم تتجاوزها فيما نتنياهو فعل وهو الذي يروِّج لتصعيد ضد غزة وفي القدس وسائر جنبات الوطن الفلسطيني لتعزيز فرص تصدُّره المكانة التي تُرضي غروره في المشهد الانتخابي.
نتنياهو لا ولن يَكَلَّ سفك دمنا وتهويد ارضنا وانكار حقوقنا لضمان حصد اصوات الناخبين من اليمين المتطرف وما ستطال يداهُ وأمنياته ما يدعو الى ضرورة استفاقة وعي وضمير وطني وانتباهة تقتضيها الضرورات بالانحياز لصوت الاعتدال والمنطق ومؤازرة من تعتقدون كعرب تعيشون تحت سقف عنصرية اليمين المتطرف بانه الاكثر قدرة على صَون حقوقكم وكراماتكم في ظل تنامي اليمين حركات واحزاب وقوى في اسرائيل.
وبظني لا مناصَ اليوم من اتخاذ الموقف المسؤول ذلك ان التحديات والمخاطر التي تواجه المجتمع العربي في الداخل تقتضي سرعة الانتباه واليقظة وتوجب سعة الصدر والتصرف بحكمة عالية افترضُها في جماهيرنا في الداخل.
نتنياهو وتحالفه اليميني لا تنقصهُ الحيلة ولا الدعاية الانتخابية فهو يعبر عن ذاته وما يعتملها بحقنا من خلال سلوكه الذي يتجلّى تباعاً على شكل قوانين وتشريعات وممارسات وسياسات دامية لا تراعي ابسط الحقوق الادمية اضافة الى انه مسنود بموقف امريكي معلن وبدعم لا محدود مقابل كافة سلوكه السياسي.
التغيير نحو الافضل يكمن في الاختيار الانسب وهناك في اسرائيل بدات تتجلى قوى اعتدال الى حد ممكن من الواضح انها امتثلت للمنطق وايقنت ان نفي حقنا ليس ممكناً وخاتمة القول اذا منحتم نتنياهو فرصة الفوز بظني ستكون نهاية الفرص الممكنة لاحلال السلام ونيل الحقوق والقادم سيكون اكثر سوداوية مما يعتقد المتشائمون