ستاتوسات فيسبوك

كتب شرف حسان | ملاحظات سريعة حول قرارات الحكومة بشأن التعليم بعد تعطيل المدارس

قرارات الحكومة بشأن التعليم بعد تعطيل المدارس هي قرارات غير مهنية ومتسرعة ولا تراعي احتياجات الطلاب والأهالي في هذه الفترة الصعبة بالذات من النواحي النفسية والاجتماعية وتعكس استهتارًا كبير بجهاز التعليم وبالمعلمين/ات.
القرار بتفعيل "التعليم عن بعد" بشكل فوري دون أي فترة انتقالية تحضيرية ولا حتى على أساس تدريجي وبدون فحص جدي للوضع في الحقل من حيث جهوزية المدارس والمعلمين والبيوت وبدون تحديد أهداف واضحة وسلم أولويات محدد وبلورة برامج ملائمة ومحددة وواقعية لهذه الفترة كان سيء بامتياز وكان له أثره النفسي والعاطفي والمعنوي السلبي على الطواقم التربوية والأهالي والطلبة..

القرار بوقف عمل المعلمين/ات في المدارس الابتدائية والاعدادية في هذه المرحلة وإبقاء التعلم عن بعد بواسطة "استديوهات" وزارة التعليم لا يأخذ بعين الاعتبار الحاجة إلى علاقة إنسانية بين المعلم والمدرسة والطالب ولو بالحد الأدنى خلال هذه المرحلة ولا دور المدارس والمعلمين/ات في حياة الأطفال ولم يعط جوابًا لعدم وجود تجهيزات مناسبة للتعلم عن بعد في عدد كبير من البيوت (فالتعليم عن بعد بواسطة الاستديوهات مستمر).

هناك نماذج متنوعة ومجدية للتعلم في ظروف الطوارئ تحافظ على دور المدارس والمعلمين/ات لا تعتمد بالضرورة على استخدام التكنولوجيا المتطورة والتعليم المتزامن بواسطة الانترنت. كما يبدو لم تفحص (واضح انها لم تعد مسبقاً) ربما بسبب تقييم بعيد عن الواقع بجهوزية المدارس لحالات الطوارئ وللتعلم عن بعد حسب النموذج الذي تبنته وزارة التعليم.

التمييز كبير والفجوات واضحة

كل من يراقب جداول البث اليومية لوزارة التعليم يرى بوضوح الفجوة بين ما يقترح للعرب وما يقترح لليهود. الان وبعد تعطيل المعلمين/ات، أصبح لهذه القنوات التعليمية أهمية خاصة. على وزارة التعليم العمل فوراً على سد هذه الفجوة (بما في جودة ما تقترحه هذه القنوات وملاءمته للأجيال المختلفة) والعمل على إيجاد حلول حقيقية لمجموعة كبيرة من الطلبة الذين لا يملكون في بيوتهم أجهزة حواسيب/اتصال مناسبة. للتذكير فقط حوالي 50% من العائلات العربية تحت خط الفقر (يعني حوالي ثلثي الطلاب العرب يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة)

كل التقدير للطواقم التربوية (وبشكل خاص للمديرين/ات وللمعلمين/ات)
بذلت الطواقم التعليمية والتربوية جهوداً جبارة للتعامل مع هذا الوضع الجديد رغم الصعوبات والفجوات القائمة ورغم الضغوطات النفسية (حرب الأعصاب) التي عاشها المعلمون والمعلمات وادارات المدارس خلال هذه الفترة.
دوركم/ات هام جداً بالذات في هذه الفترة. رغم تعامل الحكومة السيء والمستهتر، انا على قناعة بان المربين والمربيات سيواصلون الاهتمام بوضع طلابهم وبصحتهم النفسية أيضاً في هذه المرحلة. رسائل المعلمين/ات إلى طلابهم وإلى الأهالي التي وصلتني والتي قرأتها في الفيسبوك تؤكد ذلك (في التعقيب الأول رسالة المديرة ايلانة زيداني كمثال-مدرسة حارتنا التي تتعلم بها ابنتي صبا).
كل الشكر وكل الاحترام لكم/ن. بكم/ن نعتز

المطالعة والإبداع وتطوير العلاقة بين الأهالي وأطفالهم
كبارنا وصغارنا، لنفرغ جزء جدي من وقتنا في البيت للمطالعة وقراءة الكتب وللثقافة العامة.
حالة الفراغ ممكن أن تستغل بشكل إيجابي وتعطي مجالا للبحث وللإبداع في المجالات التي يحبها الأطفال. لنشجع ذلك.
رغم الضغوطات النفسية والاقتصادية الهائلة، التواجد في البيت ممكن أن يكون فرصة لتطوير العلاقة بين الأهالي والابناء. لنستغل وقتنا بشكل حكيم.


الحاجة إلى دعم وارشاد نفسي-عاطفي

أدعو الأخصائيين/ات النفسيين العرب إلى تكثيف نشاطهم بواسطة وسائل التواصل المختلفة لتقديم الإرشادات والنصائح للطلبة وللأهالي في هذه المرحلة الصعبة (تعمل لجنة متابعة التعليم على إطلاق برنامج خلال هذه الأيام بهذا الموضوع).
كما أقترح على وسائل الاعلام المختلفة تكثيف البرامج حول هذه القضايا نظرًا لحاجة المجتمع إلى إرشادات نفسية-عاطفية-اجتماعية إلى جانب التوعية الصحية.

وزارة التربية مطالبة بتفعيل خطوط طوارئ للدعم النفسي باللغة العربية والوصول إلى الأطفال في ضائقة نتيجة الوضع ومساعدتهم.
أقترح على السلطات المحلية العربية بناء برامج للتوعية والمرافقة والإرشاد النفسي والعاطفي من خلال أقسام الخدمات النفسية ملائمة لهذه المرحلة واحتياجاتها.

أقترح على مؤسسات المجتمع المدني المحلية والقطرية الناشطة في المجال التربوي والاجتماعي بلورة برامج في هذه المجالات.

لنلتزم بالتعليمات
تمنياتي بالصحة والخير للجميع

 



bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

كتب طلب الصانع | منصور عباس يطرح برنامج واضح...

2021/06/14 09:33

كتبت سناء لهب | عندي سؤال صرله فترة بتردد...

2021/06/04 07:56

كتبت سناء لهب | لا افهم من يهاجم منصور عباس...

2021/04/02 11:04

كتب سليم سلامة | على قدر حلمك تتسع الأرض (م....

2021/03/21 20:43

كتب سليم سلامة | ارفَعوا أيديكم عن هذا...

2021/03/05 12:59