ستاتوسات فيسبوك

كتب سليم سلامة | أيمن عودة "ضيف" لدى نجم حقير!

[كنت قد كتبتُ في السابق، كثيراً، عن انهراق أعضاء الكنيست العرب وزحفهم، غير المحترم وغير المشرّف، نحو أي مايكروفون أو كاميرا يتاحان لهما، دون قيد أو شرط، ورغم كل ما يواجهونه في ما يسمى "وسائل الإعلام" الإسرائيلية، المرة تلو الأخرى، حيث يعود أصغر صحفي، يمينياً كان أم "يسارياً"، إلى "أصله" (السيد الاستعلائي!) ـ محققاً وقاضياً، لا يتورع عن الزج بهم في قفص الاتهام ثم إصدار الحكم عليهم وتنفيذه، جلداً وإهانة وتشويهاً!

وهذا من أجل ماذا؟؟؟ من أجل "مخاطبة الرأي العام اليهودي"!! الذي لم يزدد إلا سوءاً وعنصريةً وتطرفاً، رغم 70 سنة من "مخاطبته"!!

وكتبتُ أيضاً عن الفرق الهائل بين تعامل أعضاء الكنيست العرب مع "الإعلام العبري" وتعاملهم مع "الإعلام العربي"، أسبابه، خلفياته، دوافعه ودلالاته!]
بعد هذه المقدمة، غير الخارجة عن الموضوع والسياق:

أعتذر، لنفسي، عن أنني اضطررتُ اضطراراً (وللمرة الأولى، بالتأكيد) إلى مشاهدة وشمّ أحد أقذرأنواع القمامة الإنسانية والأخلاقية المسماة "أكتواليا" ـ زوراً وبهتاناً، إفكاً وضلالاً، تلفيقاً ودجلاً، جهلاً وانحطاطاً في السعي نحو "الريتنغ"!

(اعتراف: وقد فعلتُ هذا تلبية لطلبات بعض الأصدقاء الذين أرسلوا فيديو المقابلة إليّ طالبين تطرّقي إليها وإلى ما جاء فيها).

أيمن عودة حلّ "ضيفاً" على برنامج تلفزيوني لا يخرج، قيد أنملة، عن أي من التوصيفات الواردة أعلاه ـ برنامج "أوفيرا وبركوفيتش" الذي تبثه شركة "كيشت" على القناة 12 (فيديو المقابلة في التعقيب الأول).

باختصار شديد، جداً، يمكن القول إن هذه "المقابلة" تستوفي الشروط كاملة لنقول عنها "فضيحة"، بأكثر من معنى، علاوة على ما قيل أعلاه عن الانهراق والزحف الرخيصين نحو أي مايكروفون أو كاميرا!

1. في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، قال إيال بركوفيتش في برنامجه هذا، رداً على سؤال لماذا لا يرغب في استضافة أعضاء الكنيست العرب (لم تكن هبة يزبك عضواً بعد!): "أقول لك أوفيرا، وليس من منطلق العنصرية.... إنهم كارهو إسرائيل، ببساطة. إنهم، ببساطة، مخرّبون يجلسون لنا في الكنيست. لا أريد الجلوس معهم. لا أريد مقابلتهم. لا أريد رؤيتهم"!! ثم أضاف: "إنهم يعلمون أنهم أحصنة طروادة. إنهم يعلمون أنهم يجلسون في الكنيست نعم، لكنهم جواسيس"!

هذا الكلام قاله بركوفيتش قبل سنة ونصف السنة مما دفع عضو الكنيست آنذاك عيساوي فريج إلى تقديم دعوى قذف وتشهير قضائية ضده. ومن وقتها، هناك "مقاطعة" متبادلة بين بركوفيتش وبرنامجه وبين أعضاء الكنيست العرب. فماذا حصل وما الذي تغير؟؟

2. ليس من المشرّف أن يجلس شخص، أياً كان (فكم بالحري إن كان "قائداً" يمثل "إرادة شعب"؟؟؟) في حضرة هذا الشعبويّ التافه الرخيص والحقير ليوجه له "أسئلة" لا تزيد عن كونها اجتراراً مقيتاً ومغثياً لأرذل الكلام بحق العرب وممثليهم! لمرض المايكروفون والكاميرا والتحبب على "اليهود" أثمان لا يدفعها الشخص "الضيف" بعينه فقط، بل كل ما ومَن يمثله، يدّعي أنه يمثله أو يُدّعى بأنه يمثله!! ولهذا، فعلى هذا الضيف أن يأخذ هذا في حساباته أيضاً. هذا واجب إلزاميّ عليه، وليس مجرد خيار!

3. لا يبني الإنسان شخصيته وكيانه ولا يكسب احترامه بالتودد إلى الآخرين والتحبب عليهم والامتثال لإرادتهم ورغباتهم وغض الطرف عن نزواتهم وغرائزهم (وكثيرها حيوانيّ!!)، فكيف حين يفعل هذا كله من موقع "القائد" الذي "يمثل إرادة شعب"؟؟

هذا التوجه الشخصي، بكل تحبب وتقدير واحترام، لحقير ساقط ("إيال"، في مستهل كل جواب، ثم "أنت لا تعلم كم مرة أنا وآلاف العرب صفقنا لك واحتفينا بك من المدرجات ....."!) لا يمكن إلا أن يصبح تذللاً لا يزيد الحقيرَ إلا صفاقة وغطرسة ولؤماً ونمردة!

4. عند تحريض بركوفيتش على "الطيبي ويزبَه" (يقصد عضو الكنيست هبة يزبك. مرة يقول يزبَه ومرة "يَبزَه" ليثبت مدى استهتاره واحتقاره وعنصريته، ليس تجاه يزبك شخصياً فحسب، بل تجاه العرب قاطبة!) وتكراره السؤال لأيمن "كيف تريد أن أصدقك وأنت تجلس مع داعمي الإرهاب" (بعد أن قال له ممتدحاً: "أنت مختلف عنهم... أنت تريد الديمقراطية هنا والتعاون ولديك قيَم....").... ضحك أيمن! (قال له بركوفيتش: أنت تضحك، لكنكم نفس الوحدة) ولم ينبس ببنت شفة دفاعاً عن زملائه/ شركائه/ حلفائه، حسب ادعاءات الكذب والتضليل في دعايات "المشتركة"! لم يحاول، ولو بكلمة، ردّ تهمة/ فرية "دعم الإرهاب" عن اثنين (وربما أكثر) من أعضاء الكنيست العرب الـ 15 الذين قال له بركوفيتش عنهم: "لولاك أنت، لما حصلوا على 15، لأنك تؤمن بالديمقراطية وتؤيدها وأنت لا تؤيد الإرهاب.... لقد صوتوا لك أنت ولم يصوتوا لأحمد طيبي ويزبك"!! ... فكيف رد أيمن وبماذا؟ قال، على الفور، حرفياً: "لكن إفهَم، أنا مواطن بحقّ والمواطن بحقّ يهتم بالسلام وبالديمقراطية وبالمساواة وبالقضايا الاجتماعية"!!!

5. "يسأل" "إيال": هل يمكنك رؤية عضو كنيست يخرج من السيارة ويلوّح بإشارات لأهالٍ من عائلات ثكلى، كما فعل الطيبي؟ فكيف يردّ أيمن وبماذا؟؟... يقول، على الفور، وحرفياً: "اسمع إيال... سأخبرك بمن أوصينا نحن؟ بمن؟ برؤساء أركان جيش... بمجموعة من رؤساء أركان الجيش"!!!

6. "يسأل" "إيال": "هل تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟"... يقول أيمن: "القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية والغربية عاصمة لإسرائيل"... يقول "إيال": "أنت لا تعترف بالقدس (يقصد "الموحدة"!) عاصمة لإسرائيل... هذه مشكلة. أنت تريد من الإسرائيليين أن يصدقّوك وأنت لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إذن توجد هنا مشكلة....."! فكيف يردّ أيمن وبماذا؟؟ يقول: "إيال... أين تعيش؟؟ هذا ليس أنا، إنه أولمرت، رئيس الحكومة السابق، الذي تحدث مع أبو مازن عن تقسيم القدس... وبعد قليل سيأتي رئيس حكومة سابق آخر ويتحدث عن هذا... لقد تحدثوا عن ذلك في كامب ديفيد وفي طابا وأنت لا ترى غيري؟"!!!

لا أعرف بمن يذكّركم هذا الكلام وهذا النهج وبأي نوع من "القيادة"... لكن، عن نفسي أقول: أعرف بمَن يذكّر (مش بتوفيق زياد ولا بتوفيق طوبي ولا بإميل حبيبي!!!).

 





bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

كتب طلب الصانع | منصور عباس يطرح برنامج واضح...

2021/06/14 09:33

كتبت سناء لهب | عندي سؤال صرله فترة بتردد...

2021/06/04 07:56

كتبت سناء لهب | لا افهم من يهاجم منصور عباس...

2021/04/02 11:04

كتب سليم سلامة | على قدر حلمك تتسع الأرض (م....

2021/03/21 20:43

كتب سليم سلامة | ارفَعوا أيديكم عن هذا...

2021/03/05 12:59