أخبارنا

قوة كلمة منصور عباس تكمن في كونها ضعيفة!

قوة كلمة منصور عباس، هذه الليلة (الأربعاء)، تكمن في كونها ضعيفة، شكلاً ومضمونًا. لكنه حصل على ما يريد: شد الجميع، دون استثناء، الى ما يريد ان يقوله، ولعدة ساعات من هذا النهار.

أحيانًا لا يُقاس "النجاح" بقوة الإداء، او بمضمون الكلام. وفي حالتنا استطاع منصور عباس ان يُحدث تغييرًا غير قابل لأي نقاش: سيطر على وسائل الإعلام، وبالتالي على الرأي العام، لساعات طويلة، وهو ما يعتبر انجازًا لا يجب الانتقاص منه.

لم أتوقع ان يقول منصور عباس أنا فلسطيني. أصلاً، ليس هذا هو الموضوع. ومن يريد ان يناقش، لمجرد النقاش، فهو التجأ بذكاء الى عبارة "الاعتراف بروايتنا"، وكررها مرتين في الخطاب. ولم أتوقع ان يطالب منصور عباس بإلغاء "قانون القومية". أصلاً هو لا يستطيع. ولم أتوقع ان يصارح بأنه "بيضة القبّان". أصلاً المؤسسة الإسرائيلية لن تقبل بذلك.

كل هذا النقاش على شبكات التواصل الاجتماعي، وبالأساس من المعارضين لخط منصور عباس، لن يفيد، وهو يبقى في مربّع المعارضين، كأن الواحد منهم يريد ان يقنع الآخر المقتنع. ويُخال لي، في هذه اللحظة، ان الجميع متفق (وبعضهم مع مرارة، والبعض الآخر لا يريد ان يعترف بذلك) بان منصور عباس والموحدة اثبتا انهما يستطيعان إدارة اللعبة، والتحكم بها. وهذا ما عكسه أيضًا الاهتمام الاعلامي الاسرائيلي الذي يحصل لأول مرة، وكذلك جعل الجمهور الاسرائيلي بأكمله ينتظر "ماذا سيقول العربي".

هذا تطور غير سهل. وهو يلعب لصالح منصور عباس داخل المجتمع العربي، او أجزاء واسعة منه. لكن السؤال يبقى: هل المؤسسة الاسرائيلية ستقبل بمنصور عباس والموحدة؟ في حال كان هناك أي تجاوب معه، سيكون هو الأول في المجتمع العربي، وسيلقى تأييدًا واسعًا للخط الذي أختاره، ومن شرائح مجتمعية متنوعة. وفي حال جرى تهميشه وتجاهله، سيخسر كل شيء!!!

منصور عباس وضع نفسه في هذه الزاوية. وهذه مغامرة لم يعد منصور عباس قادرًا على الانسحاب منها. مستقبل ومصير منصور عباس يتوقف على كيفية التعاطي مع طرحه من قبل الأحزاب الاسرائيلية، من "الليكود" حتى "يش عتيد". والأيام القادمة ستكشف كل شيء! لكن اذا جرى التعامل معه بإيجابية، فان خط منصور عباس من المرجح ان يكون لاحقًا هو الخط المسيطر على الساحة العربية. وهذا ما يجب ان ينتبه إليه الجميع! أو، على الأقل، هذا نصيحتي.

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

42 قتيلاً في الهجوم الإسرائيلي "غير المسبوق"...

2024/03/29 11:43

"العليا" وأزمة التجنيد - هل سيضطر نتنياهو...

2024/03/28 18:40

3 إصابات، إحداها خطيرة، في عملية شارع 90...

2024/03/28 08:43

حرب شاملة على لبنان؟ هذه الإستعدادات، وهذا...

2024/03/27 21:24

سُمح بالنشر: مقتل جندي في معارك جنوب غزة

2024/03/27 18:54