رافقت خلال الاسبوع الأخير عائلة ومؤسسة توفيق زياد كجزء من التحضيرات لأمسية ربع قرن على رحيله. بالنسبة لغالبية الناس هو القائد والشاعر.

ولكن بالنسبة لزوجته نائلة وبناته وهيبة وعبور والأولاد فراس وأمين هو الاب والمرشد. لفت نظري الحياة العادية والبساطة التي عاشها. لم تغريه سيارة عضو الكنيست ولا ألاجرة التي تبرع بغالبيتها للحزب ولا السائق المرافق.

بين تحريض الناس بالشوارع وقيادة حزب وعضوية كنيست ورئاسة اكبر بلدية عربية كان الاب والزوج ورفيق الدرب العادي يهتم بتفاصيل بالحياة العائلية "تصليح شبابيك البيت" و "تعليم وهيبة عربي".

مرات مننسى انه مع القيادة هناك عائلة واولاد وبنات واحفاد وأخوة واخوات وأمهات يشتاقوا لوالدهم ووالدتهم. فقد شعبنا قائد ولكن عائلته كانت شريكة وهي اكثر من يشتاق إليه.

خلال الأمسية التي اخرجتها مها حاج اعد سري بشارات فيلم يوثق مرحلة بحياة شعبنا من خلال توفيق زياد الراحل.

مئات المشاهدين بالقاعة كانوا شركاء بالتغيير الذي حصل بسنوات السبعين من القرن الماضي بفضل أمثال توفيق زياد وعائلته.

قد تتفق وقد تختلف مع بعض ما ورد بالفيلم ولكنه نجح بنقل قصة قائد ومرحلة بقوة.

 
بشعره وأدبه منح الفنانين الشباب مثل فراس نصار وشادي دكور ورنا خوري بقيادة حبيب شحادة حنا فرصة الإبداع وتقديم أعماله باسلوب رائع وتوزيع جديد.

شكرا لمؤسسة توفيق زياد والعائلة على دورها بالحفاظ و بنشر هذا الارث الهام. 

هذا تاريخ شخصي ولكنه تاريخ شعب صمد ويبني مستقبله.

أنصح كل الناس مشاهدة الفيلم وقراءة أدبه لنتذكر صعوبة مرحلة "البلدوزرات التي فتحت الشوارع عشان البسيكليتات" مرحلة الصمود لكي نتطور.