لم يكن اليوم ككل الأيام في مدينة نابلس عاصمة جبل النار ، كانت نابلس هذا اليوم مكللة بالحزن ويلفها هدوء باهت . جئناها من الغرب من بيت أيبا حيث ينبع وادي الشعير ، كان هذا المدخل الزاخر بالضجة دوما هادئا اليوم على غير عادته ، بشكل جعل الصديق محمد بركة يردد أكثر من مرة السؤال : مال البلد خالية ؟ وبالفعل كانت البلد خالية فقد توقفت فيها مساء أمس أنفاس رمز من رموزها الوطنية بل من رموز الشعب الفلسطيني والأمة العربية . القائد المناضل ورئيس بلدية نابلس الأسبق بسام الشكعة (1930 -2019 ) .

 
لم يكن خلو المدينة عبثاً ، فقد تجمع معظم سكان نابلس والمشيعون في الطريق الفاصل بين ميدان المصابن والجامع الحنبلي في السوق القديم .

عشرات الآلاف من الناس جاؤوا ليودعوا أبا نضال وهو أبو النضال اسم على مسمى .

وقت صلاة الجنازة رأينا الجميع يصلي : في المسجد الذي اكتظ وأمتلأ بالمشيعين ، في السوق والحوانيت والميادين جميعها .

كان بسام الشكعة عروبيا قوميا ووطنيا فلسطينيا بكل المشاعر والجوارح وكل الالتزام .

كان من مؤسسي جزب البعث الفلسطيني وركنا من أركان الحركة الوطنية الفلسطينية .

خدم الحركة الوطنية ومدينة نابلس ، التي انتخب لرئاستها عام 1976 بكل صدق وأمانة وإخلاص ودفع لذلك ثمنا باهظاً عندما تعرض لمحاولة اغتيال آثمة من التنظيم السري اليهودي في حزيران 1980 ادت لبتر ساقية ولكن ذلك لم يمنعه من السير قدما في خدمة القضايا التي آمن بعدالتها حتى النخاع . 

اليوم كنا في نابلس مع عشرات الآلاف من المودعين .

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان .