ستاتوسات فيسبوك

كتب وديع عواودة | عيلبون... بين الصورة والواقع

رافقت أمس رئيس مجلس عيلبون سمير ابو زيد والدكتور منصور عباس والدكتور ثابت أبو راس والشيخ ابو كريم فواز والدكتور فواز فواز لعدة ساعات بعد زيارة معايدة في البلدة الوادعة المميزة بطيبة واخلاق اهلها ممن تقاسموا الدمعة والرغيف يوم دهمتهم قوات القتل والترهيب والترحيل في نكبة ١٩٤٨.
كنت هناك في مهمة اجتماعية خاصة لكنني قررت مرافقة المجموعة اعلاه والاطلاع عن كثب على حقيقة حادثة العنف: زيارة للمجلس المحلي ولطرفي الخلاف المرشح للشحن بطاقات اكثر سلبية وخطورة في اول أيام العيد وانتهى باعتداء على بعض المنازل بالحجارة وكان من الممكن ان تتجاوز الخسائر الناحية المادية والمعنوية.
الصورة عن بعد والرائجة في الفيسبوك مضخمة وتعكس فتنة طائفية. في الواقع الحقيقة مختلفة : خلاف قديم بين جيران لم تتم تسويته فبقي الجمر يتحرك تحت الرماد ليشتعل مجددا ويصل لاعتداء خطير على حرمة البيوت بمشاركة مجموعة غير قليلة من الشباب معظمهم اندفع وانقاد وراء ثلة زغران ممن يحلون كل مشكلة بالعنف وهي مشكلة صبيانية الطابع امكن تسويتها " على فنجان قهوة " قبل سبع سنوات خاصة والحديث عن الجيران. اقول هذا واستذكر قول جدتي الراحلة ام محمود زهي تعلل دفعها لتسوية اي خلاف بالتي هي احسن ختصة بين الجيران حيث دأبت ام محمود ابنة بلدة نمرين : كيف يا ستي اللي بكرا بدك تصابحه بدك تقابحه ؟

الاعتداء على البيوت للأسف يعكس حالة العنف المستشري في البلدات العربية ويطال حتى الاقارب والجيران وابناء العائلة الواحدة ولطائفة الواحدة.. 
لجنة الإصلاح المحلية وبمساندة بعض اهل الخير من خارج عيلبون بداوا يتحركون لتسوية تبعات الاعتداء وحل الخلاف وهو بالمناسبة ليس خلافا بين ملائكة وبين شياطين هذا باعتراف طرفي الخلاف انفسهم. ..والأمل ان توفق سريعا مساعي الصلخ والإصلاح.. إصلاح القلوب والأضرار.. بموازاة المسار القضائي..

من يستمع للروايتين المختلفتين حول الاعتداء البشع على بعض البيوت يتاكد مجددا مما يلي :
1 منتديات التواصل الاجتماعي تتحول بالأزمات في أحيان كثيرة إلى منتديات التراشق والتمزيق الاجتماعي.. واطلاق الشائعات والتضخيم.

2 حينما تكون المناعة الاجتماعية قوية يتم امتصاص الحوادث بنجاعة اكبر. ما جرى في الرملة والعرامشة والطيبة وووووو يشير لحيوية منح الجبهة الداخلية مكانة الصدارة في سلم اولوياتنا.

3 التدخل المبكر من قبل الجيران والأصدقاء واهل الخير يساهم في صرف المشكلة وهي صغيرة وقبل اشتعال النار لا سيما ان الشرطة لا تفي بواجبها بحماية النظام والامن العامين.. ولا تهرع وسلطات تطبيق القانون لا تردع. 
النار تبدا صغيرة ونعرف اين لكن احدا لا يعرف اين تصا.. وتكبر وتزيد خطورة ومن شأنها ان تأخذ ألوانا حمائلية وجهوية او طائفية خاصة ان هناك جهات غريبة تعبث وتوقد النار وتمدها بحطب التحريض والله اعلم خدمة لأي اغراض ومآرب.

4 مفاعيل اعمال العنف والجريمة مدمرة ليس فقط للمتورطين فيها ولضحاياها المباشرين وتهدد كل المجتمع خلسة وبالعمق ودون ان ترى مظاهرها فورا...لانها ترسب بالوعي وتفتك بالمخزون المعنوي وبالمناعة الذاتية وراس المال الاجتماعي وتزرع الشك والبغضاء.

5 وهكذا جهد اهل الخير ورجال الإصلاح فهو كما يتأكد مجددا بالمعاينة المباشرة غير مرئي وليس محسوسا وهو باهظ مكلف من الناحية النفسية ومن ناحية بذل الوقت..خاصة في فترات حساسة كعطلة العيد حينما يترك اهل الخير ( كماحصل مع منصور عباس وثابت ابو راس وابو كريم فواز وسواهم من اهل الخير.. كثر في كل بلدة ) ذويه في فترة احتفالهم بالعيد لاخماد النار او محاصرتها.. تارة في الغرامشة وتارة اخرى في عيلبون ثم الطيبة وغيرها.

طوبى لمن يسعى ولو بكلمة طيبة لمنع ما لا تحمد عواقبه. عمل اهل الخير ليس بديلا عن تطبيق القانون لكن في حالتنا( التي لم تنضج بعد كمجتمع مدني )الاحتكام للقانون فقط لا يكفي وهو عمل مضن لكنه مفيد جدا وستخف الاعباء عن المتطوعين لتسوية الخلافات لو ساهم كل من يستطيع المساهمة في تسوية خلافات اهلية مبكرا.. في حارته ولدى جيرانه او اقاربه او في بلده.

 



bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

كتب طلب الصانع | منصور عباس يطرح برنامج واضح...

2021/06/14 09:33

كتبت سناء لهب | عندي سؤال صرله فترة بتردد...

2021/06/04 07:56

كتبت سناء لهب | لا افهم من يهاجم منصور عباس...

2021/04/02 11:04

كتب سليم سلامة | على قدر حلمك تتسع الأرض (م....

2021/03/21 20:43

كتب سليم سلامة | ارفَعوا أيديكم عن هذا...

2021/03/05 12:59