ستاتوسات فيسبوك

كتب سليم سلامة | توضيح (عاجل!!)

اتصل بي، تلفونياً وكتابياً، بعض الأصدقاء من قريتي، المكر، مسقط رأسي، بيدر طفولتي وبستان صباي، يلومونني على أنني "لا أترك شاردة ولا واردة، سياسية أو اجتماعية أو غيرها، في البلاد وخارجها إلا وتقول رأيك فيها"، بينما لم نسمع/ نقرأ رأيك في ما حصل ويحصل في المكر خلال الفترة الأخيرة، وخصوصاً الاعتداءين الإجراميين الأخيرين على رئيس المجلس المحلي، سهيل ملحم.


قلت، في ردّي على هؤلاء الذين أقدّر موقفهم وأحترم ملاحظتهم: : لا أعتبر نفسي ملزماً بإعلان موقف من أي شيء وفي أي شيء (خلافاً لواجب اتخاذ الموقف!) ولا أراني في موقع يوجب هذا عليّ!


وزدت: كتبت وأكتب عن العنف والجريمة في مجتمعنا، عموماً، بما يشمل المكر بالطبع وينطبق عليها بالتأكيد. وحتى حين أكتب عن حدث عيني في بلدة معينة، فليس عن تفاصيل الحدث العيني أكتب وإنما عن الرؤية الشمولية له، في إطاره العام، خلفياته وسيروراته الجمعية.


ومن العام إلى الخاص: يؤلمني جداً ما يحصل في مجتمعنا، ليس في مجال العنف والجريمة فقط (والذي هو، في التشخيص الموضوعي الحقّ، تحصيل حاصل ونتاج أوضاع وظروف وخلفيات متشابكة)، وإنما في مجالات أخرى عديدة، إن لم يكن في كلها. ويؤلمني، بوجه خاص، ما بلغته قريتي المكر من تدهور رهيب خلال العقود الأخيرة، حدّ انعدام الأمن والأمان لدى مجرد المشي في الشارع في أسوئه، حتى اضطررتُ إلى تركها ومغادرتها، مرة أخرى، بعد أن كنتُ قد عُدت إليها بعد "غربة" امتدت 18 سنة متواصلة.


سهيل هو جاري وصديقي. كنتُ كثييير التواجد في بيتهم، بيت العائلة، بحكم الصداقة التي جمعتني بشقيقه عمر، مع أعضاء "الشلة" الآخرين، في مرحلة الابتداية والثانوية. ثم جمعنا الأولاد، أولادنا، في علاقات صداقة لاحقة، عززتها الجيرة أيضاً، وما زالت مستمرة حتى اليوم.


أقول هذا توضيحاً لمن قصد، بالغمز واللمز، الإيحاء وكأن "صمتي" المدَّعى عما حدث مؤخراً هو "بسبب أشياء بينكو"، كما توهّم أحدهم!


وأقول هذا، تأكيداً لحقيقة مبدئية في عرفي واعتقادي: ليس الاعتداء على رئيس سلطة محلية إلا أحد محصلات هذا المسار وإحدى النتائج "المتوقعة" في واقع العنف والجريمة الذي طال كثيرين، أزهق أرواحهم أو عطّل حياتهم، والذي لا يزال يطال "الحيّز العام" ويغتصب الملك العام بكل وقاحة وفظاظة وما من رادع!


والأهمّ: يقلقني جداً أن تقوم البلد عن بكرة أبيها وأن تتقاطر الشخصيات "الاعتبارية" من خارجها أيضاً وأن تتزاحم بيانات الاستنكار والتنديد، المحلية والقُطرية، في "مهرجان طوارئ" استعراضي، حين يتوجه غول الجريمة نحو رئيس سلطة محلية، بينما نعدّ بيوت الثكل واليتم والدمار التي تتوالى جراء الجريمة، مثلما نرتب صور ضحايا "شرف العائلة"، في ما لا يخرج عن إطار "رفع العتب"!!


يقلقني هذا "النهوض" النفاقيّ، الذي لا يبشر سوى بأن ما كان هو ما سيكون، بل أسوأ!!


تحياتي لسهيل وحمداً لله على سلامته وسلامة أفراد العائلة، القريبة والصديقة، مع كل ما تستحق هذه التصرفات الإجرامية من تنديد واستنكار وإدانة.


اللهمّ إني قلت، فاشهد!!

 



bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

كتب طلب الصانع | منصور عباس يطرح برنامج واضح...

2021/06/14 09:33

كتبت سناء لهب | عندي سؤال صرله فترة بتردد...

2021/06/04 07:56

كتبت سناء لهب | لا افهم من يهاجم منصور عباس...

2021/04/02 11:04

كتب سليم سلامة | على قدر حلمك تتسع الأرض (م....

2021/03/21 20:43

كتب سليم سلامة | ارفَعوا أيديكم عن هذا...

2021/03/05 12:59