ستاتوسات فيسبوك

كتب المطران عطالله حنا | وُلد المسيح ليخلِّص كل واحد. لذلك افرحوا وتهلّلوا مع الملائكة والرعاة وكل الخليقة يا أولاد يسوع المحبوبين

قبل كل شيء آتيكم، كالمجوس، بالأخبار الرائعة ان يسوعنا الحلو وُلد وكل الخليقة تتهلّل متطيِّبة لأنها تعاين خالقها بين ذراعي العذراء. الملائكة تفرح مع الخليقة وتُنشد الترنيم "المجد لله في العلاء وعلى الأرض السلام!" فإن الله، أمير السلام، قد وُلد – الذي صنع الدهور وكان قبل الدهور وفي صمت عميق أبدع القوّات السماوية للملائكة القدّيسين. اليوم يُمسَك به بين ذراعي أمّه الكلّية الحلاوة. يغتذي باللبن ويستدفئ في الحضن ليخلِّصنا جميعاً.

يسوعنا الحلو يولد ليتسنّى لنا ان نولد من جديد. صار إنساناً ليخلّصنا ويكشف لنا الدرب الذي علينا ان نسير فيه، في إثره، ونحاكيه في أفعاله. ترك لنا وصايا لئلا نتيه في طرق لا تفضي بنا إلى مكان، لئلا نتسكّع في الظلمة. يسوعنا الحلو تجسّد ليتسنّى لنا ان نأكل جسده ونفرح بالقربى المقدّسة منه، ليتسنّى لنا ان نصير إخوة لمسيحنا وأبناء لأمّه الكليّة الطهارة، وليتسنّى لنا، أخيراً، ان نقتدي بالرب ونصير للآب السماوي أولاداً بالنعمة.

لذلك ليفحص كل واحد منا، فتى أو شيخاً، بكل كلمة يتفوّه بها، بكل خطوة يتّخذها، في كل لحظة في الليل والنهار، ليفحص ما إذا كان قد فعل أو تلفّظ أو فكّر بأمر غير مرضي ليسوع. أتساءل، أنحن، دائماً، مستحقّون حين ندنو لنساهم المسيح؟ أتساءل، أنسلك متّخذينه قدوة لنا؟ أتساءل، أيبقى يسوعنا الحلو في داخلنا؟ هل يجد لذاته مكاناً في قلبنا الطاهر، أم تراه يرحل للحال؟

على المسيحي الأصيل ان يتفحّص هذه الأمور، كل لحظة، لا سيما إذا أراد ان يسير في الطريق الضيِّق القويم لربّنا ويبلغ الكمال، تماماً كما تفعلون، يا ابناء محبوبون لولدي الروحي الطيِّب اللطيف، الذي عانى الكثير وخسر صحّته لتجدوا، أنتم، سعادتكم وعافيتكم الروحية. والحق ان على كل راع يرعى خرافاً عقلية ان يبذل نفسه لأجل القطيع، مقتدياً بالمسيح السيّد الذي جاء ليعطي نفسه فداء عن كثيرين.

لذلك احرصوا بمحبة جزيلة متبادلة، وبضمير صالح، بوجع نَفْس وبمحبّة المسيح، ان تكون لكم طاعة كاملة من نحوه ليُسَرَّ المسيح ولكي لا يقع أبوكم هذا، الذي يهتمّ بكم جميعاً ويلتمس منفعتكم، في التذمّر.

تخلّوا عن مشيئتكم فإنها موت روحي لكم. وليستر بعضكم أخطاء بعض فيستر المسيح، بدوره، عليكم. لأنكم إذا طلب الواحد منكم من أخيه العدالة وجد، للحال، نفسه في مواجهة مع الله الذي يحتملكم في خطاياكم. والآن، بعدما أيقظكم بنعمته، لا تريدون ان تحتملوا أضعاف إخوتكم، فأين عدالتكم؟ ماذا إذا نزع المسيح نعمته منكم وطالبكم بالوزنات العشرة الآلاف التي أنتم مدينون له بها؟ أي شيء لك، أيها الإنسان الجاحد، لم تأخذه؟ وإذا كنت قد أخذت فلماذا تفتخر، كل يوم، كأنك لم تأخذ؟*

قل لنفسك "إذا كنتِ واقفة، يا نفسي، فلأن النعمة تسندُكِ. وإذا سقط أخوكِ فلأن النعمة غائبة عنه". لذلك اشكري الله. لا تختلسي ما ليس لك لأن الله، إذ ذاك، سوف ينزع نعمته منكِ ويعطيها له فيؤول ذلك بك إلى السقوط وبه إلى النهوض. سترين خطأك، إذ ذاك، ولكن بعد فوات الأوان.

فكل مَن التمس العدالة بينكم فليعلم ان العدالة هي هذه: ان يحمل المرء عبء أخيه حتى النَفَس الأخير وان تكون له طاعة كاملة لمرشده. فقط بالمحبة يُبنى الضعيف. وحين يرى أبوكم الروحي اتفاقكم ومحبّتكم فإنه يفرح ويعطي فرحاً. ولكن، حين يرى تشكّياً وخصاماً تعتلّ صحّته ويلقى ميتة مفاجئة تاركاً إياكم يتامى.

أصلّي، من كل نفسي، لكم جميعاً
يا أحفادي المحبوبين

 

 

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

كتب طلب الصانع | منصور عباس يطرح برنامج واضح...

2021/06/14 09:33

كتبت سناء لهب | عندي سؤال صرله فترة بتردد...

2021/06/04 07:56

كتبت سناء لهب | لا افهم من يهاجم منصور عباس...

2021/04/02 11:04

كتب سليم سلامة | على قدر حلمك تتسع الأرض (م....

2021/03/21 20:43

كتب سليم سلامة | ارفَعوا أيديكم عن هذا...

2021/03/05 12:59