مشروعنا مشروع وطن لا نجزّئه بأيدينا. وأي تغيير في حدود المواطنة عليها أن تتوسع لتشمل الوطن، وليس أن تتغيّر لاعتبارات ديمغرافية إسرائيلية.
رفضنا لمخطط نقل الفلسطينيين إلى مواطنة الدولة الفلسطينية لا ينبع من تمسك بمواطنة الدولة اليهودية، كما يأتي على لسان البعض، بل يأتي من منطلق رفض المنطق الديمغرافي في هذا المخطط، الذي يريد تثبيت وتعزيز هوية الكيان الإسرائيلي ككيان نقاء يهودي من جهة، والذي من جهة أخرى يريد تعزيز الفصل -ليس الفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في هذه الحالة، فلا مانع أن ينفصلوا عنا ويرجعوا إلى أوروبا مثلا إن أرادوا- بل بين الفلسطينيين وبين علاقاتهم الكاملة بوطنهم التاريخي فلسطين، كل فلسطين.
هو رفض لعملية التعامل معنا كأحجار ليجو ينقلوننا حسب اعتبارات صهيونية هي تقوية يهودية الكيان الإسرائيلي وتنقيته من مشهد ومن حضور أصحاب الوطن لتعزيز الرواية والشّرعيّة الصهيونية. اللغة العربية والهوية الفلسطينية عليها أن تتواجد كعنصر طبيعي وأصيل في كل ترتيب سياسي يقام في فلسطين. نحن لا نرفض مواطنة فلسطينية، تفضلوا إعرضوا علينا مواطنة فلسطينية حرة بالكامل على كامل تراب فلسطين..
رفضنا البنود المتعلقة بالمثلث، هو كرفضنا لسائر بنود الصفقة، فهذا البند كغيره يستعمل لاعتبارات إسرائيلية محضة.
نرفض أن نتعاون مع إسرائيل فيما يقويها، نرفض المشاركة في تصفية وجودنا من أي كيان سياسي، نرفض إضعاف مجتمعنا الفلسطيني في الداخل الذي يحارب مواطنة كولونيالية. هل يوجد أبسط من ذلك؟ هل يوجد أوضح من ذلك؟ هل يوجد ما هو بديهي أكثر من ذلك؟ نحن نحارب من أجل أضعاف هذا المشروع الإستعماري، هل يوجد أيضا ما هو أكثر بديهة وأكثر إنسانية من ذلك؟
أما بالنسبة للمواطنة الإسرائيلية فنحن ليس فقط لا نتمسك بها، بل نحن لا نريدها، نحن نعتبرها كولونيالية، ونحمل مشروع مواطنة بديلة في "دولة المواطنين"، نريدها في ذاك الشبر من الوطن الذي نحن فيه. وليس فقط لا نريد أن نتزحزح، بل نريد كل من انزاح بالطرد أو بالتخويف أن يرجع. ألا يبدو الفرق واضحا؟
2021/06/14 09:33
2021/06/04 07:56
2021/04/02 11:04
2021/03/21 20:43
2021/03/05 12:59