كتب سليم سلامة | خطابان في شِعار!
"....ولكننا نعي الفرق بين خطاب سياسي فاعل يوازن ما بين الوطنية والمواطَنة وبين خطاب شعارات لا يُسمِن ولا يُغني من جوع"!! هذه جملة واحدة من بوست كتبه منصور عباس يردّ به على "اتهامات عصام مخول لي وللحركة الإسلامية بوجود قنوات سرية بيني وبين رئيس الحكومة"، كما كتب منصور.
إذا ما افترضنا جدلًا (مجرد افتراض لضرورة التوضيح، ليس صحيحًا بالضررورة!) أننا، والجميع، نعرف ما هو "خطاب الشعارات الذي لا يُسمن ولا يُغني من جوع"، يبقى في هذه الجملة ما هو في حاجة إلى مجلدات/ ساعات شرح وتفسير وتعليل: ما هو "الخطاب السياسي الفاعل الذي يوازن ما بين الوطنية والمواطَنة"، كما يصفه منصور؟؟ مَن يضعه، لأية أغراض ووفق أية اعتبارات؟ هل هي أغراض واعتبارات "وطنية" أم "مواطنية"؟؟ هل هي أغراض واعتبارات حزبية سياسية أم شخصية انتخابية؟ كيف يُترجَم هذا "الخطاب السياسي الفاعل" في أرض الممارسة العملية؟؟ ما هي حدود ممارسته وهل ثمة محاذير وخطوط حمراء تحكمه أو يحتكم إليها؟؟ من الذي قال إن ثمة علاقة ما بين القائل وما يقول؟؟ هل الشعار الصحيح (بشأن "الخطاب السياسي الفاعل الذي يوازن ما بين الوطنية والمواطَنة") هو ضمانة لممارسة صحيحة؟ ما هو مدى مصداقية الشعار على لسان قائله/ مردده؟ هل يتبنى القائل/ المردد الشعار ويطبقه، بحذافير مضمونه ودلالاته، أم هو مجرد كلام يُرمى على عواهنه؟ هل يقول الشعار الصحيح شيئًا، أي شيء، عن حقيقة رافعه ومردّده؟
نحتاج إلى مجلدات/ ساعات شرح وتفسير وتعليل للإجابة الشافية على هذه الأسئلة وغيرها، لكننا لا نحتاج إلى طويل شرح وتفسير وتعليل كي نقول، بكل ثقة التجربة: أثبت منصور، منذ صعوده إلى منصة "التمثيل البرلماني" و"القيادة الجماهيرية" حتى اللحظة، أن خطابه لا يختلف عن الخطاب الذي ينتقده هنا، ولو قيد أنملة، بل هو ـ في أداء منصور على أرض الواقع ـ أخطر بكثير، وإن اختلف الشعار!