ستاتوسات فيسبوك

كتب طه اغبارية | هل يجب أن تكون رقابة على المضامين والنشاطات التي تعرض في المسرح الفحماوي

تابعت وانا في سفر، قضية "حفل الراب" في أم الفحم، وتوقعت بعد إلغاء بلدية أم الفحم ورئيسها الدكتور سمير صبحي للحفل، أن تظهر شخصيات من أم الفحم وخارجها (هي ذاتها اعترضت في الغالب على الغاء "الماراثون" وثارت على موضوع "فرقة سراج) وتشن حملة على "الإلغاء" و"الإقصاء" وتتهم البلدية ورئيسها وكل من عارض الحفل، بـ "ضيق الأفق" و"تكميم الأفواه" و"قمع الحريات" و"منع التعددية الثقافية والفنية" و"الدعشنة" وغيرها من التهم.
دقّقت كعادتي في الوجوه والشخصيات التي اعترضت على الغاء الحفل، فوجدت أمرين، الأول ان معظم من اعترضوا على الإلغاء ينتمون لتيارات فكرية وسياسية، لم تنجح أقله خلال 30 عاما في الحصول على أكثر من عضو أو عضوين في بلدية أم الفحم، ولم تنجح على الإطلاق في نيل ثقة المواطن الفحماوي لحكم بلدية أم الفحم. 
أما الأمر الثاني وهو طامة كبرى، فهو أن معظم من اعترضوا على الغاء الحفل، ينتمون إلى جماعات أيدت ولا تزال، عصابات إجرام واستبداد فاشية، تحكم السجن العربي الكبير، منهم من يسبح بحمد "عبد الناصر" (الذي قمع كل أصوات الحرية في مصر وأجبر الممثلات على ممارسة الدعارة من أجل إسقاط شخصيات مصرية وعربية)، ومنهم من يسبح بحمد بشار الأسد الذي يمكن اعتبار داعش بجانبه هو ووالده "الأم تيريزا"، بشهادة مفكرين ماركسيين كبار من أمثال "صادق جلال العظم". 
المثير جدا في أصوات المؤيدين لحفل الراب، أنهم يدّعون أنهم "علمانيين" زورا وبهتانا، انظر إليهم في أم الفحم، فهم نادرا ما اسسوا لمشاريع أو مؤسسات تقوم على منهج علمي متطور لخدمة الناس، أو على الأقل لا يمكن مقارنة ما انجزوه في تاريخ أم الفحم على الصعيد الخدماتي والمؤسساتي العلمي بما انجزه "المحافظون"، ولهذا كان هؤلاء يعاقبون من قبل المواطن الفحماوي في كل استحقاق انتخابي، وبجردة حساب بسيطة لو جمعنا تيار "البيت الفحماوي" على تيار "نور المستقبل" على جماعة "شباب التغيير" عموما، لوجدت أن أكثر من 70% من أهالي أم الفحم ينتمون لتيار "المحافظين" إن جاز التعبير.
المثير أيضا أن أصوات المؤيدين لمثل "حفل الراب" وتامر نفار "اللي عامل حالو هيبي"، لا تنشط إلا في كل حيز مثير للجدل دينا وعرفا وخلقا.
لو سألنا سؤالا في المبدأ مفاده "هل يجب أن تكون رقابة على المضامين والنشاطات التي تعرض في "المسرح الفحماوي" فالجواب الطبيعي من الإنسان الطبيعي الوطني والشريف، أنه يجب ان تكون رقابة، وإلا لكان بإمكان دعاة الخدمة المدنية أو الخدمة في الجيش الإسرائيلي، ان يبادروا لتنظيم محاضرة ترويجية لأفكارهم، ثم يقومون بعرض فكرتهم على إدارة المسرح، وإن رفضت يتوجهون إلى القضاء بحجة منعهم من استخدام الحيز العام!!!
عندما قرر الدكتور سمير بالتشاور مع من تشاور معهم إلغاء الحفل، هو عمليا منع من أصحاب أفكار شاذة وغير وطنية، مستقبلا من التفكير باستضافة فعاليات مثيرة للجدل أو المبادرة إليها.
فجاء قرار التوجه للقضاء الإسرائيلي من قبل مؤيدي "الراب" وسجّلوا سابقة خطيرة جدا في تاريخ شعبنا، ووفروا غطاء شرعيا وقانونيا بسابقة مسجّلة في المحاكم، تجبر "المسرح الفحماوي" وبلدية أم الفحم على استضافة نشاط مثير للجدل.
ربما يكون أيضا لقرار المحكمة تداعيات أخرى تتيح لوزارة الثقافة الإسرائيلية التدخل بشكل أو بآخر في مضامين ما يعرض على "مسرح أم الفحم".
أنا لا أخاف على أم الفحم من الأصوات القليلة التي شنّت حملة مسعورة على أم الفحم بتيارها "المحافظ" العريض الذي سيبقى هو الفائز دائما في كل استحقاق انتخابي. 
يا من بح صوتك من أجل "حفل الراب" قف أمام المرآة واسأل نفسك "لماذا تؤيد قمع الحريات من قبل عصابات الإجرام" في عالمك العربي؟، ولكنك في أم الفحم والداخل الفلسطيني تحتمي بالحريات الإسرائيلية والقانون الإسرائيلي". 
يا من طق شرشك من أجل "حفل الراب" المثير للجدل في بلدك أم الفحم، ماذا ستقول غدا عندما تتدخل المحاكم الإسرائيلية لصالح فعالية تدعو للخدمة المدنية؟ والخدمة في الجيش الإسرائيلي؟ 
يا من لم تحترم أصوات الغالبية العظمى من أهل بلدك التي تريد الرقابة المبدئية على المضامين، هل عرفت الآن لماذا لم يثق بك المواطن الفحماوي في أي استحقاق انتخابي؟ وجعلك في "المعارضة" على مدار عقود؟

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

كتب طلب الصانع | منصور عباس يطرح برنامج واضح...

2021/06/14 09:33

كتبت سناء لهب | عندي سؤال صرله فترة بتردد...

2021/06/04 07:56

كتبت سناء لهب | لا افهم من يهاجم منصور عباس...

2021/04/02 11:04

كتب سليم سلامة | على قدر حلمك تتسع الأرض (م....

2021/03/21 20:43

كتب سليم سلامة | ارفَعوا أيديكم عن هذا...

2021/03/05 12:59