هذا الوقت لكل من تم التغرير به وخداعه، أن يعرف حقيقة الحركة الصهيونية "عومديم بياحد"

جاءت انتخابات هذا الأسبوع، لتثبت من جديد، أن حركة "عومديم بياحد"، هي حركة صهيونية، وظيفتها تشويه وتشويش مفهوم الشراكة الكفاحية النضالية العربية اليهودية، ضد الاحتلال والصهيونية، وتسخيفها الى أقصى الحدود، وبالذات ما جرى في الأسابيع الأخيرة، لتصل وقاحة هذه الحركة، الى حد تشويه وتزييف تاريخ القائد الوطني رفيقنا الراحل توفيق زياد.

تأسست هذه الحركة تدريجيا منذ نحو 5 سنوات، وكانت تتركز في نشاطات محدودة، ولكن لاحقا بدأت تتبلور كحركة في طريقها لتشكيل حزب صهيوني، حسب كل المؤشرات، رغم نفي اصحابها.

وبسبب وجود عدد قليل جدا، من المنتسبين للحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، في هذه الحركة وقيادتها، فهناك من توهّم أنها "تابعة" للحزب والجبهة، ونحن منها براء، ولا علاقة لنا بها، لا سياسيا ولا تنظيميا. لا بل أن هذه الحركة، ولسخف القائمين فيها، يحاولون منافسة برنامجنا السياسي والأممي، وهي مشاريع سعى من سعى لدسها على مر السنين، لأجندة الحزب وتم لفظها.

وللاختصار بعض الاثباتات:

في انتخابات نيسان، عملت هذه الحركة ومن خلال منشوراتها بشتى الوسائل، على تشويش مفهوم الشراكة الكفاحية والنضالية، وهم يقفون ضد كل صوت جريء نقي ضد الصهيونية وعنصريتها والاحتلال.

فمثلا حينما أقرت لجنة الانتخابات المركزية قبل انتخابات نيسان شطب ترشيح رفيقنا عوفر كسيف، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، فقد تم تجاهل كل قضيته من أولها لآخرها، ففي نظرهم، كما يظهر، هو ليس الشراكة التي يريدونها. وجاء على هذا اثبات آخر سأذكره هنا.

قمة الوقاحة تجلت في الأسابيع الأخيرة، حينما تم تسطيح وتسخيف مفهوم الشراكة.
ومن يتابع صفحتهم، يرى بوضوح تسويق قائمة حزب "العمل" وقائمة "ميرتس باراك"، بزعم أنهم يوافقون على الشراكة اليهودية العربية (وحتى الآن الكتلتان من دون أي نائب عربي)

ولاحقا راحوا يزفون "بشراهم" أن مجرم الحرب بيني غانتس، يوافق على تعيين وزير عربي في حكومته، ويا فرحتهم، وهم ينشرون صورا لمندوبيهم يجلسون على عتبات بيت غانتس ينتظرونه خارجا، ولاحقا صورا مماثلة على عتبات بيت نيتسان هوروفيتس.

وفي المقابل فإن القائمة المشتركة لا تمثل الشراكة اليهودية العربية، وهذا ما كتبه، أحد قادتهم، الذي ما زال مسجلا عضو لجنة مركزية في الحزب الشيوعي، إذ كتب في مقال له، إنهم يسعون لشراكة ليست كما "في مبام ولا في القائمة المشتركة".
وكما هو معروف فإن الشراكة في المشتركة تأتي من خلال نواب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

وهذا تصريح يعبّر عن عمق موقفهم، بينما موقف الحزب الشيوعي الأيديولوجي، ينادي بوحدة المستضعفين، مع القوى المناصرة لهم، وفي المعادلات التي نعيش في ظلها، فهي أولا وحدة الجماهير العربية، ولكن هم لا يريدون ذلك.

أنا ممن يقرأون الأسماء جيدا هناك، ونعرف بعضهم في أي جمعيات ومراكز صهيونية يرتعون أيضا.

إنني متأكد من سلامة البنيان الجبهوي والشيوعي الحزبي..
ورفاقي الأبطال في تل أبيب، الذين وصلوا الليلة بالنهار دعما للمشتركة، صدقوني، أنني في داخلي أحسدهم على هذا التنظيم وهذا الانتماء للخط السياسي الأممي، رغم كل ما يواجهونه من مخاطر ومشاحنات في الشارع الرئيسي الغارق في أجواء التطرف.

وهؤلاء الرفاق ملتصقين فقط بالشراكة الكفاحية اليهودية العربية التي تمثلها الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي.

في الليلة الأخيرة التي سبقت الانتخابات، نشر حزب "العومديم" صورة وقحة استفزازية، للقائد الراحل، القائد على مستوى شعبنا الفلسطيني، صاحب الكلمة الثورية، وقصائد المقاومة توفيق زياد، سوية مع يتسحاق رابين، بتشويه وتزييف واضح للتاريخ، على خلفية ما جرى في العام 1992، حينما كانت المعادلات تختلف بـ 180 درجة عما هو قائم اليوم في الشارع الإسرائيلي، ويومها تم منع قيام حكومة برئاسة الليكود ويتسحاق شمير.

إن تشويه وتزييف تاريخ توفيق زياد والحزب الشيوعي والجبهة، هو خط النار، ولن يمر مر الكرام، وستكون المواجهة سياسيا، مع كل مرتزقة يحاول أن يلوث تاريخ حزبنا المجيد...
فهذا أول الكلام... وسيكون ما بعده...
عدنا والعود وطن وقضية...