قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن بعضا من وسائل التواصل الاجتماعي تناولت يوم امس اخبارا وانباء لا نعرف مدى دقتها تتحدث عن اغلاقات في مدينة القدس لربما تصل الى حجر صحي جماعي لكل سكان المدينة المقدسة لا بل سكان هذه الارض المقدسة بشكل عام وذلك كخطوة وقائية تندرج في اطار مكافحة وباء الكورونا .

وبغض النظر عن مدى دقة هذه المعلومات فإننا نطلب من ابناءنا بأن يأخذوا ذلك على محمل الجد وان يبتدأوا بالاستعداد لاجراءات غير مسبوقة قد تتخذ في اطار ما يسمى بمكافحة فيروس الكورونا .

ان ظاهرة الكورونا التي تنتشر كانتشار النار في الهشيم انما هي ظاهرة خطيرة ولكن يمكن تطويقها والقضاء عليها وهذا يحتاج الى خطوات عملية كما انه يحتاج الى ان يتحمل كل واحد منا مسؤوليته الاخلاقية والانسانية .

لست من اولئك الذين يقللون من خطورة هذا الفيروس ولكنني في نفس الوقت ارفض ظاهرة التهويل والتخويف والترهيب والهلع والتوتر النفسي والعصبي التي باتت تنتشر في بلادنا المقدسة نتيجة التلويح بهذه الاجراءات التي قد تصل الى درجة منع التجوال وحرية الانتقال من مكان الى مكان او ما يسمى " بحجر صحي جماعي " لكل السكان.

لا يمكننا ان نعرف مدى دقة هذه المعلومات التي باتت تنتشر بشكل واسع النطاق في بعض وسائل التواصل الاجتماعي ويجب ان تؤخذ هذه الاخبار على محمل الجد بعيدا عن التوتر والعصبية والمبالغة والافراط في التوتر والخوف .

هذا وباء عالمي لا نعرف كيف ظهر بهذه الطريقة وانتشر بسرعة البرق ولكن ما نعلمه بأن هذا الوباء يحتاج الى معالجة والمعالجة قد تحتاج الى قرارات قاسية ولا بد في هذا المضمار الالتفات الى بيت لحم المعزولة عن العالم الخارجي وما يحدث في بيت لحم قد يحدث في اي مكان اخر فمن الاهمية بمكان تطويق هذا الفيروس حتى نتمكن من القضاء عليه .

ان القضاء على الكورونا ليس امرا مستحيلا ولكنه يحتاج الى خطوات وقائية وندعو ابناءنا لكي يتحلوا بالمسؤولية فيما يتعلق بالصحة والتعقيم وغيرها من الارشادات التي تصدر عن الجهات المختصة في هذا المضمار والتي يجب ان تؤخذ على محمل الجد.

لا يجوز الاستهتار والاستخفاف بالتعليمات الصحية الوقائية التي تصدر عن الجهات المختصة ولكننا في نفس الوقت لا نريد لابناءنا ان يعيشوا في حالة ضغط نفسي وتوتر عصبي ولا نريد ان يتحول الفيروس في بلادنا الى حالة هلع وخوف مفرط ومبالغ فيه.

نحن في فترة الصوم المقدس ومع الارشادات الصحية الوقائية يجب ان نرفع الدعاء الى الله من اجل شفاء المصابين بهذا الفيروس ومن اجل حفظ بلادنا وارضنا المقدسة من هذا الوباء ونحتضن بصلواتنا مشرقنا العربي والعالم بأسره ، فهذا وباء عالمي ونتمنى ونسأل الله بأن تنتهي هذه الظاهرة بأسرع ما يمكن .

نعم للوقاية والانتباه والحرص ولا والف لا للرعب والخوف والتوتر والتي لن تساعد في معالجة ظاهرة الكورونا الخطيرة .